الإنتخابات الإسرائيلية وموقف نتنياهو - التقارب نيوز
الإنتخابات الإسرائيلية وموقف نتنياهو
محمود صابر

بعد ساعات سيتوجه الإسرائيليون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة يُجاهد فيها رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، من أجل البقاء في مقدمة المشهد السياسي، وتعد هذه هي أكثر انتخابات تتقارب فيها حظوظ المتنافسين تشهدها إسرائيل منذ سنوات، فيسعى نتنياهو للفوز بدورة خامسة في منصب رئيس الوزراء، ليتفوق إذا أعيد انتخابه، على مؤسس إسرائيل ديفيد بن غوريون، بوصفه رئيس الوزراء الأطول بقاءً في منصبه في تاريخها.

ويواجه نتنياهو تحديين أساسيين:

أولهما: اتهاماته بالفساد، ينتظر المثول في جلسة الاستماع الأخيرة بشأنها أمام المدعي العام الإسرائيلي.

وثانيهما: أشد منافس له منذ سنوات، بني غانتس. ومن هو غانتس؟

الجنرال المتقاعد غانتس أقوي منافسي نتنياهو، كان رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي، مما يجعله ينافس نتنياهو في الملف الأمني، وأهم وعوده هي ممارسات سياسية أكثر نظافة.

شكل غانتس “تحالف أزرق وأبيض” ولا يعد غانتس هو الممثل الوحيد لهذا التحالف، فهناك اثنين من رؤساء الأركان السابقين ومذيع تلفزيوني سابق تحول إلى السياسة هو (يائير لبيد)، وكشفت بعض الاستطلاعات الأولية لرأي الناخبين ان فرص نجاح هذا التحالف، أفضل قليلا من حزب الليكود برئاسة نتنياهو، بيد أن الوضع قد تغير منذ وقت إجراء هذه الاستطلاعات.

أكثر من 6.3 مليون اسرائيلي يحق لهم التصويت في الانتخابات العامة رقم 21، وهذا التقارب بين المتنافسين يقود إلى حملات إنتخابية شرسة، وتتسم أحيانا باستخدام أساليب غير مقبولة وبالكثير من محاولات تشوية السمعة.

ويميل الناخبون الإسرائيليون إلى حسم خياراتهم بشأن من سينتخبون استناداً إلى شخصيات المرشحين لا سياساتهم، وإلى أي مدى يظهرون كزعماء أقوياء بالنسبة لهم.

ومن المعروف عن الانتخابات الاسرائليه أن رئيس الوزراء ليس دائماً هو الشخص الذي يفوز حزبه بأعلى الأصوات، بل الشخص الذي يستطيع أن يجمع معه عدداً كافياً من الأحزاب ليسيطر على ما لايقل عن 61 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعداً.

ويشير بعض استطلاعات رأي الناخبين إلى أن من المرجح أن يكون نتنياهو قادراً على تشكيل تحالف أكثر من قدرة غانتس على ذلك، لارتباطه بعلاقة جيدة مع أحزاب الجناح اليميني الأخرى والأحزاب الدينية.

توصل نتنياهو إلى اتفاق يسهل دخول مرشحي اليمين المتطرف، الذين ينظر العديدون إليهم بوصفهم عنصريين، إلى البرلمان، في خطوة لضمان الحصول على مقاعدهم إلى جانبه واجهت انتقادات واسعة. كما تشكل خطط السلام مع الفلسطينيين نقطة بارزة في هذه الانتخابات، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيد التوترات بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين في غزة، ومن المتوقع أن ينشر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، خطته لحل

طويل الأمد للنزاع الإسرائيلي مع الفلسطينيين في وقت قريب بعد الانتخابات، وبيد أن إحياء عملية السلام المتعثرة لم يكن الموضوع الرئيسي في الجدل الانتخابي، فالجمهور الإسرائيلي يرى أملاً ضئيلاً جداً في الصيغة الدولية للسلام والمطروحة منذ زمن طويل باعتماد “حل الدولتين”. ويعارض عدد من الأعضاء البارزين في التحالف اليميني الحاكم بقيادة نتنياهو بشكل علني إقامة دولة فلسطينية ويريدون ضم مساحات أكبر من أراضي الضفة الغربية المحتلة.

وتشير منصات “تحالف أزرق وأبيض” إلى “الانفصال” عن الفلسطينيين لكنها لا تشير بشكل محدد إلى أنهم سيمتلكون دولة، كما تؤيد وجود قدس “موحدة” كعاصمة لإسرائيل، على الرغم من مطالبة الفلسطينيين بالقدس الشرقية عاصمة مستقبلية لدولتهم.

لم يكن إحياء عملية السلام المتعثرة موضوعا رئيسيا في المناظرات الانتخابية ويدعو تحالف غانتس، أيضا إلى استمرار السيطرة على وادي الأردن، والاحتفاظ بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، التي يعدها القانون الدولي غير شرعية، و لا تتفق إسرائيل مع هذا الرأي.

وقد خسر حزب العمال الإسرائيلي الذي وقع اتفاق سلام مع الفلسطينيين في التسعينيات تأييد الناخبين له، ومن الواضح ان العوامل الديموغرافية ستلعب دوراً مهما في الانتخابات، ثمة 6.3 مليون ناخب في إسرائيل، وينتمون إلى جماعات اجتماعية ودينية وعرقية ستشكل عاملا أساسيا في تحديد خياراتهم في يوم الانتخابات.

ويشكل الحريديم، وهم جماعة من اليهود الأورثوذكس المتشددين، تجمعا سكانيا قويا يزيد على المليون نسمة في إسرائيل، ويستشير أعضاء هذه الجماعة، من اليهود ذوي الأصول الغربية والشرقية على حد سواء، زعماءهم الدينيين ويصوتون لأحزاب محددة في الانتخابات عادة.

بيد أن العديدين منهم باتوا يصوتون الآن للأحزاب الرئيسية، واليمينية منها في الغالب. ومن بين القضايا الجوهرية التي تهم هذه الجماعة الأصولية المتشددة، قضية خدمة أعضائها في الجيش، التي ستطرح ثانية للمناقشة في البرلمان المقبل.

ويشكل العرب الإسرائيليون نحو خمس سكان البلاد، بيد أن مسوح أعداد الناخبين تشير إلى أن أقل من نصف من يمتلكون حق التصويت منهم يعتزم المشاركة بالتصويت في هذه الانتخابات.

وقد ارتفع مستوى مشاركة العرب في الانتخابات الإسرائيلية في عام 2015 عندما دخلت أربعة أحزاب معا تحت قائمة عربية موحدة، للحصول على 13 مقعدا في الكنيست، بيد أن هذه القائمة تفككت ولم تعد موحدة في الانتخابات الحالية.

وقد ينقلب هذا الصراع رأسا علي عقب بسيطرة (مرشح غير متوقع) يصبح هو الاكثر شعبية في ليلة وضحاها ومن اكثر المرشحين لذلك هو موشيه فيجيلين، زعيم حزب “زيهوت” الذي تشكل أيديولوجيته خليطا من أفكار قومية متشددة وليبرالية، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيحصل على ما لايقل عن أربعة مقاعد، وقد اشتهر فيجلين بدعوته لتشريع يسمح بتدخين القنب (الحشيش)، بيد أن المنصات الناطقة باسم حزبه ظلت انتقائية في التعامل مع هذا الموضوع، ويتسم فيجلين بموقف متشدد ضد الفلسطينيين ويسعى لتشجيعهم على الهجرة من الضفة الغربية وقطاع غزة.

كما يدعو إلى بناء معبد يهودي ثالث في الموقع الديني المقدس المتنازع عليه في المسجد الأقصى في القدس، الذي يسميه المسلمون “الحرم الشريف” ويسميه اليهود “جبل الهيكل”.

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy