دولة أم دولتان - التقارب نيوز

دولة ام دولتان

بقلم

د هبة جمال الدين

الخبير في الشؤون الإسرائيلية – معهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية

 

شعرت بالفزع حينما سمعت مفكر فلسطيني يتحدث عن حل إقامة دولة فلسطينية تحت الاحتلال، ياللهول…

أنه حل صهيوني اسرائيلي وضعته مراكز الفكر الإسرائيلية لمؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الذي يسمي بعقل اسرائيل، وضع عدة حلول لتصفية القضية الفلسطينية منها إعلان دولة فلسطينية تحت الوصاية، وتم إعلانه في بداية الألفية … وها نحن لا نتعلم من أخطأنا ونكرر نفس الكارثة و نطالب بما يرسمه لنا الكيان الصهيوني كالعادة

ومبررنا ماذا كسبنا كشعب فلسطيني من وضعنا هذا مع الصهاينة؟

واتعجب لماذا لا يعكسون الدفة ويسألون ماذا كسبت اسرائيل؟ لكي نحكم أننا الخاسرون.

لم تحقق حلمها في ابتلاع الارض ولم تصل للشعوب مازالت ملفوظة العمل معها أمر غير شريف يوصم صاحبه. ولم تصبح القوة الاقتصادية ولا العسكرية التي لا تقهر تذكروا هبة القدس وسجن جلبوع.

 

ولماذا نردد حل يطالب به الآن الاتحاد الأوروبي وإسرائيل الكيان المحتل هل أصبحوا يفكرون في صالحنا؟.

يؤكدون الان على موت حل الدولتين. فهل هذا مدخل علينا تبنيه وترديده

 

… و ناتي ونطالب بما يدفعوننا لاقراره

فالمتابع لموقف دول الاتحاد الأوروبي نجد تغير الموقف من المطالبة باقامة دولتين لدولة واحدة، بسبب استمرار الاستيطان الذي لن توقفوه إذا اعلنتم الدولة الواحدة . ايضا عدم جدية القيادات علي الطرفين فالقيادات الفلسطينية منقسمه علي نفسها، وإسرائيل تشعر بالراحة لأن المقاومة لا تحملها أية خسائر مادية أو معنوية ، لذا كانت هبه القدس ضربة موجعة اثرت علي الشارع الإسرائيلي ، والخارج في أوروبا وامريكا، وإذا استمرت كان الجانب الفلسطيني سيحصد الكثير من المكاسب خلال التفاوض.

 

يضاف الي ضعف المؤسسات الفلسطينية، كما يدعون ويدلل الجانب الأوروبي علي ذلك بتاجيل الإنتخابات الفلسطينية، وهنا كنا نستطيع رغما عن الاحتلال عقدها إذا استخدمنا تقنية سلاسل القيمة Blockchain التي يعترف بها العالم ككل خلال العملية الانتخابية وتستخدم في المناطق الصعب التواصل مع الناخبين بها كما فعلت امريكا مع ولاية ويست فرجينيا. لنجبر العالم علي الاقرار بحقنا الذي لا رجعة عنه.

 

وهنا تأتي التساؤلات لمروجي هذا الفكر الصهيوني:

ما هي

ضمانتكم من أن إسرائيل لن ترحلكم للخارج، للحفاظ على تفوقها الديموغرافي؟

هل تعلمون أنهم يسعون لتهجير اللاجئين الفلسطينيين من لبنان والأردن الي اسبانيا بضغوط أمريكية ؛ وهذا من أسباب الانفجار في معسكر اللاجئين بلبنان، ويذكرني ذلك بتقرير صادر من معهد دراسات الأمن القومي بإسرائيل عام ٢٠٢٠ عن إعادة تعريف اللاجئين الفلسطينيين والمطالبة بتجنيسهم ، والغاء الانروا سببه تزييف حقيقة عدم انصهار الشعب الفلسطيني في الدول المستضيفة، والادعاء بأنهم تخلوا عن القضية والتمسك بها.

هل تتذكرون صمويل تيكا الصهيوني من يهود الفلاشة الذي قتل بسبب عنصرية الكيان والنظرية الاستعلائية له. فما بالكم بالعرب المسلمين والفلسطينيين علي وجه الخصوص.

 

بالفعل هذا الحل هو نهجا طبيعيا لمن وافق بوضع منصور عباس يده مع الصهاينة لغسل سمعتهم ضد أبناء شعبه، بحجة هزيمة نتياهو ، والنتيجة قتل وسفك بل والقضاء على قضية العرب والمسلمين وليس فقط الفلسطينين.

انتم تضيعون القضية وتخسرون نضالكم وتبيعون أرواح الشهداء،

 

والان نذكر سبب موافقة مراكز الفكر في اسرائيل علي حل الدولة الواحدة.

 

اسرائيل في إطار صفقة القرن المزعومة والعاملة علي الارض والتي لم ترحل بخروج ترامب لأنها مشروع دولة المؤسسات، مخطط لها أن تمتد في إطار اتحاد فيدرالي ترأس هي السلطة الفيدرالية كما ذكر كوشنر إزالة الحدود السياسية، وهذا الاتحاد لن يتم إلا بابتلاع غزة والضفة وتخلي الفلسطينين عن المطالبة بدولة ثم تتجه نحو الاردن، ولنتذكر الانقلاب الفاشل وتورط بعض المدانين في شراء منازل بعض المقدسين لصالح الصهاينة، ثم تتجه لدول شبه الجزيرة العربية بعد خلخلتها وتجذر الفكر الابراهيمي لتقبل الشعوب بحكم اسرائيل في اتحاد فيدرالي ابراهيمي من النيل الفرات ” ارض إسرائيل الكبري”.

 

لذلك طرح الصهيوني شاؤول عوز صيغة دولة فلسطينية داخل اتحاد ابراهيمي بقيادة اسرائيل صيغة ٣٢١ تضمن اعتراف رمزي بالدولة الفلسطينية ، ولكن السلطة الفيدرالية الابراهيمية في يد اسرائيل عبر جيش واحد اقتصاد واحد وعملة واحدة.

والاتحاد الأوروبي الان طرح أن الاعتراف بفلسطين لن يتعدي الاعتراف الرمزي ويمكن لكل دولة القيام به طواعية.

 

ما يطرح هو كارثة مدوية لأنكم تساعدون اسرائيل لابتلاع الارض تحت خرافة دولة تحت الاحتلال ما هذا .

 

كتب عليكم منذ النكبة أن تناضلون من أجل الحرية وحماية المقدسات ، فالشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن كافه الشعوب والدول العربية وستظلون هكذا تخيفون العدو بالحجارة والصمود.

 

هنا يأتي السؤال إذا ما الحل؟ تغيير الأمر علي الارض مقاومة منظمة، تستخدم كل الأدوات كما يفعل الصهاينة.

 

فخلال رسالة الدكتوراة خاصتي تابعت توصيات مؤتمر هرتسليا من عام ٢٠٠٠ حتى عام ٢.١٤ ورصدت خطتهم للبقاء لماذا لا نفعل مثلها الان. واقترح بشكل أولي والتفاصيل بالدراسة الاتي:

 

– شن حرب دبلوماسية شرسة: إدانة بكل المنظمات الدولية للانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب المناضل. تنظيم ندوات بشكل يومي ضد جرائم الاحتلال في دول العالم المختلفة. فضح الكيان العنصري قاتل الاطفال. تقديم طلبات لكل المنظمات الدولية بالحصول علي عضوية للدولة الفلسطينية.

– شن حرب قانونية: إقامة صندوق لرفع قضايا المدنين ضد الصهاينة في المحاكم الدولية ومحاكم الدول الأوروبية والعربية التي يحملون جنسيتها والمطالبة بتعويضات منهم عن جرائمهم. ورفع قضايا ضد المتاحف الغربية التي تعتبر الشعب الفلسطيني مات واختفي كالمتحف الانجليزي. واذكر رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري الذي سيتوجه لمقاضاة المملكة المتحدة ضد وعد بلفور. والجرائم كثيرة.

– تنظيم حملة اكاديميه مطالبة الدول العربية والإسلامية والشرفاء في الجامعات الغربية لتدريس التاريخ الفلسطيني وتشجيع الشباب علي عمل ابحاث ضد الصهيونية ونشرها باللغات المختلفة. وشن حملة تفضح وترفض افعال الاختراق والتطبيع الأكاديمي.

– شن هجمات سيبرانية: إسرائيل كيان يعلن خوضه ساحات الحرب السيبرانية، ونحن كذلك لابد من استخدام ذات السلاح وهزيمتهم في تلك الساحة الجديدة غير المكلفة.

 

– تنظيم حملة إعلامية: في تليفزيون فلسطين والقنوات الفضائية الشريفة ضد التطبيع بمختلف صورة ، وإقامة برنامج منتظم حول مخاطر المخطط الابراهيمي مترامي الابعاد والخيوط.

– فلسطيني الشتات: وقفات أسبوعية منددة بجرائم الاحتلال وتنظيم ندوات حول حل الدولتين الذي ترفضه اسرائيل ويقبله الجميع لكشف عنصرية وأطرف هذا الكيان الرافض.

– إنتاج أفلام درامية مشتركة مع ممثلين عرب وأجانب لقصص تحكي معاناة الشعب الفلسطيني. لتشكيل راي عام داعم . وكذلك افلام كرتون للاطفال.

– مقاومة مسلحة -اذا اقتضي الامر- تدعم حي الشيخ جراح وسلوان وغيره من الأحياء التي تتخذها اسرائيل مقصد وهدف لها.

فلسطين فضية الشرفاء فقط، اعلموا ذلك، ولن نقبل بهذه الحلول المريضة ولن نقبل أن تضيع دماء شهدائنا، لأنها قضيتنا جميعا. وجميعا هنا تعود علي الاحرار فقط.

فيا صاحب هذا الفكر المسموم لا تفكر افضل. ولا تكون كاليهودي الذي ذهب الحاخام يطلب منه اتساعا في العيش بسبب غرفته الصغيرة المكتظة بالابناء والاقارب ، وما كان من الحاخام الماكر إلا نصيحته بزوار جدد من الحيوانات والقمامة ثم إخراجهم تدريجيا ليشعر أن غرفته الصغيرة جنة الله في الأرض.

 

حمى الله فلسطين والأمة العربية، والإسلامية، من الافعي المتحولة وأعوانهم من الجبناء .


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy