يهوذا يبعث من جديد - التقارب نيوز

يهوذا يبعث من جديد

بقلم
د هبه جمال الدين
العضو الهيئة العلمية بمعهد التخطيط القومي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية

تقول الأسطورة أن يهوذا من باع المسيح للمتوحشين اجداد الصهاينة سيبعث كل مئة عام، ستدخل روحه الشريرة في جسد أحد الضعفاء في منطقة ظهوره ومحيطها.
وها نحن نقف أمام احياء تلك الأسطورة فنجد يهوذا يعود للحياة في أجساد ضعيفة وليس في جسد واحد.
والغريب أن عودة الروح الشريرة قد اختارت فئة يفترض أنها الاكثر نبلا وعلما وثقافة ودراية ومعرفة في مجتمعاتنا.
أنه مجتمع الأكاديميا بكل فخر الذي أشرف بانتمائى إليه، وليس وحدهم وانما جماعة الفكر واصحاب المعرفة من المثقفين والصحفيين وغيرهم.
وجميعهم يدعون الواقعية نفس الكلمة التي رددتها الجاسوسة هبه سليم في بداية سفرها خارج الوطن، بداية التحول فقد وجد العدو من هذه الفكرة المريضة مادة خام لتطوير توجهها ودورها من مواطن شريف لخائن متآمر كيهوذا بائع دم المسيح عليه السلام.
والان في هذه الأيام العصيبة إليكم ياسادة الأصناف التي اختارتها روح يهوذا الشريرة في عصرنا الحالي.
فمنهم من يتخذ الرمزية كقدوة لإفساد الأجيال فتجد يرتدي الكيبأ مدعيا خفة الدم. ومنهم نماذج اخري تكلف أبناءنا من الزهور بتكليفات علمية لا توجد مصادرها الا في المكاتب الثقافية للكيان الصهيوني ليتم استهدافهم ليصبحوا أسهم في قلب الوطن بدل من أن يكونوا بلسما يداوي جروح الوطن.
ومنهم من يشارك مع الصهاينة في مناقشات علمية، بل مناقشة رسائل ماجستير ودكتوراه، وتصل البجاحة الي الافتخار بذلك وتمجيد الطلبة الصهاينة.
والغريب أن نفس الانهزامية في روح يهوذا والتي تجسدت في شخصية هبه سليم وسمتها بالواقعية، أصبحت تتجسد في عقول وفكر اتباع يهوذا من العصر الحديث. فنجد منهم من يشارك معهم في تدريبات افتراضية مع الصهاينة مدعين طلب العلم والمعرفة وأهمية الاستفادة مما وصلوا إليه من علم، ساعدهم الواقع الافتراضي غير الملموس في تخبئة فعلتهم المخذية، ولكن هيهات انكم تتامرون علي أوطاننا كما تامر يهوذا علي دم المسيح.
وكما فعل والي عكا بعد كل خيانته لم يحصل علي مقابل لها، وكانت نهايته من جنس فعلته.
ومنهم من يتشدق الثقافة ويبرر افعال العدو ويخرب عقول الشباب ويشوه الدين ويدعي زورا علي الصحابة والأنبياء والمرسلين، وينادي بدعوات مشبوهه تحت ستار المواطنة ولكن أية مواطنة المواطنة العالمية التي لا تؤمن بأرض أو وطن أو مقدسات أو كتب مقدسة لا تستهدف الا بقاء الكوكب وليس الأوطان نفس الفكر الماسوني لقاتلي السيد المسيح.
ونجد من يشوه الرموز الوطنية بهدف تخريب العقول وبناء اجيال تتهجم علي الثوابت والرموز مخوخه كحال الحيوية هبة سليم.
أما النموذج الاخطر ومنهم من ينشأ أفرع لمؤسسات أجنبية كستار لدخول الصهاينة الي مؤسساتنا وجامعتنا الحكومية لا لشئ إلا رغبة في المال والظهور والنفوذ.

انتم تدفعون بالوطن للهاوية، وللاسف قد لا تخظون بشيء كوالي عكا الذي تامر من أجل مجد دنيوي زائل ومع كل ذلك لم يحصل عليه. فربما يكون وضعكم مثله فتدبروا.

والغريب أن من يرتكب كل تلك الجرائم تجد من يحميه ويشجعه بل ويمنع ويحرم من يرفض ويعترض ويتم اقصاءه.

هنا وجب توضيح الصورة، فصحيح أننا بيننا وبين الكيان المحتل اتفاق سلام، ولكنه أمر سياسي يحدد أبعاده رأس الدولة مع ومؤسساتها السيادية، التي رفضت علي مدار أربعين عاما وأكثر التطبيع الشعبي بأنواعه الثقافية والأكاديمية والفنية و.. و ..و … الطريق طويل.

وانت كموطن مصري مطالب بحماية الأمن القومي للوطن، لانه ليس قاصرا علي حمايته عسكريا وسياسيا ولكنه أضحي شامل الابعاد يشمل كل مناحي الحياة فجميعنا مطالبون بحماية الأمن القومي للدولة مهما كان موقعنا أو خلفيتنا.

وتجدر الإشارة أن مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الذي تنظمه إسرائيل كل عام ويسمي بعقل إسرائيل قد تناول قضية تسمي بمعاداة السامية الجديدة اي معاداة إسرائيل، ووضع إستراتيجية للتصدي لذلك موجهه للعالم العربي والإسلامي بل والغربي الرافض الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والرافض للتطبيع فموجة رفض التطبيع تنتشر في اوروبا وامريكا ذاتها بين الأوساط اليسارية والعلمانية والحقوقية وبين الشباب.
وقد رصدت هذه الاستراتيجية في كتاب باسم الاستراتيجية الإسرائيلية من أجل البقاء لمجابهة ظاهرة معاداة السامية الجديدة وتعددت محاورها بين توجهات الصهاينة أنفسهم بالشتات، وساحة للتصدي والمواجهة عبر الحرب الإعلامية وتطويع العمل الانساني والمدني لصالح اسرائيل وحرب دبلوماسية بل ومواجهة عبر القوة التقليدية والسيبرانية، وتضمنت حملة ممنهجة لتهويد القدس وتصفية القضية وما يعنيني في هذا المقال بناء اسرائيل لتخالفات من منظمات دولية وأوروبية وأمريكية تكون ستار للتطبيع واجتذاب المسلمين والعرب والغرب الرافض للتطبيع وبالطبع خلفية التخابر والاختراق. وهذا ما يتم بالفعل ممن تجسدت بهم روح يهوذا الان.

فعلي هذه الأجساد الشريرة التي اختارتها روح يهوذا أن تتأمل التاريخ وتتذكر نهاية والي عكا وفيرجينيا
فكان مصيره عقاب المفسدين في الأرض، حتي أن فيرجينيا ماتت حرقا وهذا ما يقوله التاريخ هذا مصير الخونه والعملاء.
[
وقبل نهاية المقال تحتم الامانه العلمية القول بأنه لا توجد أسطورة تتنبأ بعودة يهوذا ، ولكن الخسة والعمالة موجودة طالما وجد الشرفاء والاحرار.


1 ردود

  • يقول محمد:

    حفظ الله أستاذتنا الدكتورة هبة جمال الدين ورفع الله قدرها وأنارت لنا الطريق دوما

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بحث




    الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

    سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


    © 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy