يوم الوحدة الوطنية للشعب الروسي - التقارب نيوز
يوم الوحدة الوطنية للشعب الروسي

إن روسيا أرضا وشعبا، ورغم كل ظروف الدهر، ورغم اتساعها وغناها، بقيت الرقعة الجغرافية الشرقية الكبرى الرئيسية التي لم تستعمر لا من قبل روما، ولا من قبل من جاء بعد روما، وكل غاز دخل الأرض الروسية، دخل وسُحق الى الأبد، إما على الأرض الروسية، وإما عليها وفي عقر داره معا، وبقي الشعب الروسي العظيم.

144 مليون نسمة، ينتمو الى عرقيات كثيرة، حوالى 160 عرق، يتحدثون أكثر من 100 لغة مختلفة، يبلغ نسبة العرق الروسي حوالى 79 % من تعداد السكان، وتعتبر المسيحية الارثوذكسية هي الدين الرسمى لغالبية الشعب الروسي، هذا بالإضافة إلى المسلمين وباقى المذاهب الدينية واللادينة. وبالرغم من هذا الإختلاف فى المذاهب والأعراق والديانات، إلا أن التلاحم والتآخى واحداً من أهم عادات وتقاليد الشعب الروسي، فالجميع يعيشون فى ترابط، وتسود بينهم العلاقات القوية، ويحرصون على توريث هذه العادات من جيل لآخر.

ومن أجل الإستمرار والمحافظة على وحدة الشعب الروسي، تقرر منذ عام ٢٠٠٥ أن يكون يوم الرابع من نوفمبر أجازة رسمية لإحياء يوم الوحدة الشعبية والاحتفال به، ورمزاً لإتحاد القوى الشعبية والوطنية، والذى يطلق عليه “يوم التحرر من الإحتلال البولندي”، حيث عرفت تلك الفترة بالفترة المظلمة في التاريخ الروسي، والتى بدأت من عام 1598 وحتى عام 1612، وشهدت الفواجع والاجتياح البولندي – السويدي وأزمات عميقة جدا سياسية واقتصادية واجتماعية.

بدأت القصة بعد وفاة القيصر “إيفان الرابع” تولى ابنه “فيودور” الحكم وكان حاكماً ضعيفا ومريضا، وتوفي دون أن يكون لديه وريث للعرش. وبوفاته انتهت فترة حكم سلالة “ريوريك” والتى حكمت روسيا على مدى ٧٠٠ عام، و إستلم السلطة “بوريس جودونوف” شقيق زوجة القيصر المتوفي.

وقد اتهم كثيرون القيصر “بوريس” بأنه من خطط لقتل”دميتري” الابن الأصغر “لإيفان الرهيب” وبدأ صراع ونزاع على الحكم واشتعلت حرباً أهلية، فاستغل البولنديون هذا الأمر وأعلنوا الحرب على روسيا، بحجة إعادة السلطة الى صاحبها الشرعي.

وسميت هذه الفترة من تاريخ روسيا بـ «الفترة المظلمة»، حيث تخللها تغير رأس السلطة باستمرار وانتفاضات شعبية وظهور محتالين، إضافة الى الغزو البولندي والسويدي، مما أدى الى توجيه ضربة شديدة الى الاقتصاد والى تقلص عدد السكان كثيرا، وهنا ظهر الامير “دميتري بوجارسكي” والتاجر “كوزما مينين” حيث استطاع الاثنين معاً أن يجمعوا الشعب تحت راية واحدة وقيادة واحدة وهدف واحد، هو طرد المحتلين الأجانب (البولنديين) من موسكو العاصمة، ثم اجتمع الأعيان وممثلون كافة طبقات الشعب وانتخبوا “ميخائيل رومانوف” قيصراً على روسيا، أول قيصر من عائلة “رومانوف” التي حكمت روسيا لمدة ٣٠٠ عام 1613-1917.

وبرغم مرور السنين وتغير الأحداث والأشخاص، إلا أن النصب التذكارى للبطلين ظل رمزا لإتحاد القوى الشعبية والوطنية، وظلت ذكرى هذا العام حية عزيزة في أذهان الروس، لدرجة أنه وبعد مرور قرنين من الزمان وبمناسبة الإنتصار على جيش “نابليون بونابرت” أقام الروس المنتصرون نصباً تذكارياً للبطلين “منين وبوجارسكي” في الساحة الحمراء، اللذين ضربا لهما أروع مثل للبطولة وانكار الذات.

 

 

أحمد فايز – موسكو


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy