محمد سعد يكتب: الحرب والمؤامرة الكبرى - التقارب نيوز
محمد سعد يكتب: الحرب والمؤامرة الكبرى

إن الحرب التى تخوضها جماعة الإخوان ضد مصر هي مؤامرة خارجية  كبرى ولا تقف فقط عند حدود مصر لكنها تعتبر السيطرة على مصر وإضعاف مؤسساتها ضروريًا ولازمًا لإنجاح مشروع السيطرة على المنطقة العربية وطالما ظلت مصر متماسكة على السقوط والتفكك وقوية فلن يكتمل مشروعهم ولن يتمكنوا من إتمام مخططاتهم، وهذا المخطط يتمثل فى محاولة الاستيلاء على الثروات العربية والهيمنة على مقدرات السلطة والحكم فى البلاد العربية فهم يعتبرون إسقاط مصر ضروريًا لأنهم سيفشلون فى تحقيق مخططاتهم في المنطقة العربية ما دامت مصر حاضرة بقوتها وجيشها وتماسك مؤسساتها وشعبها، ولكي  يتم تحقيق الأمن القومي العربي لابد أن يكون هناك قوة اقتصادية وسياسية وإعلامية وقوة اجتماعية من أجل أن يكون لدينا حماية للأمن القومي ولن يتم إلا بالتكامل بين الدول وبعضها   لأن التقصير خطير للغاية ليس فقط على الدول العربية إنما للعالم كله.

إن جوهر المؤامرة الصهيونية على مصر أمر غير مقبول لا دينيًا ولا شرعيًا للسيطرة على منابع النيل وأن فكرة مشروع إسرائيل هو ذلك وكله للسيطرة على النيل والقضاء على مصر لأن المؤامرات لا تحدث بل لأنها ليست مؤامرات يجري تدبيرها سرًا فالمسألة مكشوفة والمواقف معلنة ومفهومة وليست هناك مؤامرات بل خطط مدروسة ومكشوفة وليس هناك إرهاب إسلامي بل تخطيط دولي بقناع إسلامي، وأن  مؤامرة إثيوبيا واضحة للعيان ولديها إصرار تحيطها بالمخادعة وأن حقوق مصر المائية تحميها قواعد القانون الدولي لأنها حقوق تاريخية مكتسبة لمصر وهذه الحقوق يعترف بها القانون الدولي والعالم كله يعلم أن الهدف الإسرائيلى ونتيجة للتشتت العربى الذى حققته المؤامرات الغربية ضد العالم العربى نجحت فى الخطط التى فرقت العالم وخلقت بينهم الفتنة التى أججت الصراع بينهم وتسببت فى تفرقهم وأضعفت وحدتهم لتحقيق أهداف الدول الغربية التي تنفذ المخطط الإسرائيلي، ولا ننسى دعم أمريكا للإخوان للوصول للسلطة التي أتى لإعطاء إسرائيل جزءًا من أرض سيناء لإسكان أهل غزة وأغلق الملف الفلسطيني تمامًا، فيجب أن نعيد النظر فى كل ذلك الآن سواء كنا بصدد مؤامرات أو تحديات.

إن الحرب هي مؤامرة كبرى بإشعال الاضطرابات الشعبية والانقلاب العسكري و لا يمثل الحل وأنا لا أتفق مع هذا الطرح وأي صراع مسلح على وجه الأرض لن يخرج أي طرف رابحًا والجميع سيخسر وفي هذه الحالة أنا اعتقد أنها خيارات خاسرة ولا بديل عن الحل التفاوضي وهو الخروج بحل يرضي جميع الأطراف لأن الصراع العسكري لا يمثل الحل وسيدفع ثمنه الشعب والدولة ولم نرى أي طرف في أي حرب يخرج بمكاسب حتى وإن تم إعلانه منتصرًا عسكريًا لأننا في المنطقة العربية والشرق الأوسط، ويجب على مصر إيجاد حل ملائم لحماية الأمن القومي المائي وهناك العديد من السيناريوهات المحتملة والتي ترجح أن مصر وإرادتها في حل موضوع سد النهضة فإن الأمر في النهاية سينتهي لصالح مصر والسودان بطريقة أو بأخرى لأن أي صراع هو في النهاية صراع مصالح ومن حق كل دولة أن تدافع عن مصالحها دون أن تؤذي الدول الأخرى فمن حق إثيوبيا أن تدافع عن نفسها وتحمي حقوقها المائية والاقتصادية، والسودان ومصر لهما نفس المصالح التي يدافعون عنها وأنا لا أؤمن بالعنف والحلول غير الدبلوماسية ولا توجد مشكلة ليس لها حلول فكل طرف من الأطراف الثلاثة في أزمة سد النهضة وربما أطراف أخرى خارجية أو إقليمية له مصالح.

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy