محمد سعد يكتب: الجيش المصري والأجهزة المتطورة - التقارب نيوز
محمد سعد يكتب: الجيش المصري والأجهزة المتطورة

إن مصر دولة مهمة للغاية في إقليمها وللعالم كله فهي قوة كبيرة في بناء قوات مسلحة على حماية أمنها القومى والارتقاء بمستواها وصولًا إلى مستويات تنفيذ المهام ومستويات التأهيل وتحقيق الاستقرار فالاستعداد التكنولوجي أصبح مكافئًا للاستعداد القتالي وأصبح من الواجب أن يتقدم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالتخطيط والتدريب والتقييم ووضع تصورات حديثة ومتجددة لحروب المستقبل والدفاع عن الدولة بأحدث الأسلحة والأجهزة المتطورة فيجب الارتقاء بقدرات القوات المسلحة وتطوير منظوماتها الإدارية من أجل التصدي على كافة العدائيات والتهديدات المؤثرة على أمن مصر حتى تظل كما هي وستظل كذلك وحتى تكون مصر في مقدمة الدول المتقدمة في مجال السلاح والتكنولوجيا وحتي في التدريب العسكري وعقيدة الجيوش والتكتيكات في ساحات القتال وفي بناء العمليات العسكرية وتصميمها لأن الحرب المعاصرة تميزت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باتجاهات تكنولوجية مهمة ودقيقة وهي في تزايد دقة الذخائر التي تمكن الجيوش من العثور على الأهداف وإصابتها من دون إحداث خسائر وأهمها في ذلك كله تزايد القوة الفتاكة والقدرة التدميرية لتكنولوجيا الأسلحة المستخدمة والاستخدام المتزايد لأجهزة الاتصالات وأنظمة بيانات ساحة الحرب باعتبارها عناصر قوة تكتيكية تسمح بتحقيق مستويات تنسيق أفضل بين عناصر الجيش وهي من أجل  قوة مصر في المنطقة والعالم لأن بناء جيش قوي هي مهمة جوهرية تتعلق بالأمن والتنمية الشاملة وأن بناء قاعدة صناعية عسكرية متطورة من أجل تحديات أمنية جديدة.

إن التحدي الاستراتيجي الأكثر أهمية للوضع الحالي الآن هو الارتقاء بقدرات القوات الجوية المصرية لأن مستوى التطور التكنولوجي والحداثة يلعبان دورًا كبيرًا في تحديد قدرات الجيوش وليس العدد فقط أصلًا لأن حرب أكتوبر وضعت دروسًا ورسائل مهمة للمستقبل وهذا موضوع دقيق للغاية وربما كان ذلك سببًا لعزوف البعض عن الحديث فيه لكن ذلك الحديث لابد أن يفتح يوم ما ورغم مرور 52 عاما على حرب يونيو 67 فمازالت هذه الحرب تخفي الكثير من أسرارها، ومازال الصمت العربى يخفي الكثير ويعطي لإسرائيل فرصة لتقديم هذه الحرب كأحسن ما يكون لها وأسوأ ما تكون للعرب، وأسهم هذا الصمت في أن تكون النسخة الإسرائيلية للحرب هذه النسخة الوحيدة التى يعرفها العالم كله لأنها تركت ذكرى مؤلمة بالرغم من أن القوات المسلحة لم تكن هي المسئولة عن هزيمة 67 بل هي ضحية لها وحدث ذلك نتيجة أخطاء سياسية وربما عسكرية ووضعت القوات المسلحة في ظروف صعبة لا يمكن التغلب عليها فمنذ منتصف مايو 67 أخذ الموقف السياسى يتطور وبدأ تصعيد مستمر من مصر ومما لا يدعو للشك بأن قواتنا المسلحة مستعدة لخوض الحرب ضد إسرائيل وتدميرها تمامًا، وللأسف فإن ذلك كان مخالفًا للحقيقة لأن المستعد لهذه الحرب هي إسرائيل وكان لها التخطيط المتكامل للتنفيذ وكانت أهداف الولايات المتحدة وإسرائيل هو القضاء على الدولة المصرية وإحباط دورها كدولة محورية في منطقة الشرق الأوسط ومع بداية عام 67 تطورت الأحداث وأمامها احتمالات الصدام المسلح في هذه المنطقة لأن التحديث ضرورة والصفقة مهمة للغاية لأنها تزيد من قدرات القوات الجوية في ظل التهديدات التي تموج بها المنطقة ووسط حالة من عدم الاستقرار الإقليمي، وأن لمصر اتجاهات استراتيجية متعددة شمالًا وجنوبًا وغربًا وحتى في الشرق وهي من أجل متغيرات وتحديات إقليمية ومتغيرات دولية.

إن الجيش المصري هو جزء من النظام السياسي القائم ولا يمكن لأي جيش في العالم كله أن ينجح بدون تدريب صارم وواقعي وثابت ومتكرر وأنه لابد من التطوير والتحديث لأن الهدف الأهم للقوات المسلحة هو حماية الأمن القومي بمفهومه الشامل ولا يمكن حصر دورها في حماية الحدود فقط أو ترك الدولة تغرق فى أزماتها دون التدخل وحل تلك الأزمات فحماية الأمن القومي لا تقف عند المفهوم العسكرى فقط إنما قولًا واحدًا هناك في الأمن السياسى ذلك في الاجتماعي والاقتصادي والأمني والعسكري ذلك فإذا حدث أي خلل في أى عنصر من ذلك كله يؤثر على الأمن القومي للدولة ويؤثر على استقرارها ووحدتها وأن الهدف من أي قوة أمنية هو منع التهديدات الأمنية من الظهور على الإطلاق والاستجابة  للتهديدات التي تتحقق هذا الهدف لا يتطلب بالضرورة الكثير من الدبابات والطائرات والسفن لأن معظم العمليات المعاصرة الحديثة تتطلب في طبيعتها إجراءات تنفذها وهي  مكافحة التمرد ويجب أن تركز مهمة الجيش على الدفاع عن المواطنين وحمايتهم وللقيام بذلك يجب إعطاء الأولوية لتعزيز القوى البشرية للجيش كتطوير الأفراد والوحدات المختصة وسوف تتطلب عمليات قوات الأمن وجودًا مستمرًا في المجتمعات حتى ضم أفراد الجيش الذين يمثلون المجتمعات التي يحمونها وأن التكنولوجيا في الميادين العسكرية ليس محدودًا وللتطوير أنواع جديدة من النظم والأسلحة  يحددان الاتجاهات الجديدة للتطوير والابتكار لكن مـن المهم جدًا أن نعرف أنه ليس ضروريًا دائمًا اقتناء الجديد من الأسلحة بل اقتناء ما هو ضروري ومتلائم مع جيوشنا ومتابعة وتحديث وتطوير ما لدينا مثل الجيوش الحديثة، ومن المهم جدًا تبني سياسة دفاعية واضحة المعالم للدفاع عن الوطن.

 

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy