محمد سعد يكتب: أنقذوا الريف المصري من إهمال الوحدات الصحية - التقارب نيوز
محمد سعد يكتب: أنقذوا الريف المصري من إهمال الوحدات الصحية

قرى مصر تواجه الوباء بالجهود الذاتية، ولم يكن إهمال الوحدات الصحية بالريف أمرًا مقبولًا قبل جائحة فيروس كورونا، حيث كان المساكين يعالجون في الصيدليات تشخيصًا ودواءًا، لكن بعد تفشي الوباء وعدم وعي غالبية أهل الريف وسوء الخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية العادية والمخصصة للعزل جعل المواطنين  يعتمدون على أنفسهم في توفير بروتوكول العلاج دون إشراف طبي ودون دراية بتبعات وتطورات المرض، لأن الخدمات الصحية في الريف ضعيفة للغاية نظرًا لوجود طبيب ممارس في الوحدة وغير متخصص، أو عدم وجود الأدوية بصورة كافية.

إن مستشفياتنا لم تكن معدة ولا مجهزة عندما ضربتنا جائحة كورونا، وفي القرى عجزت الوحدات الصحية قليلة الموارد عن مجابهة انتشار الفيروس وتسببت حالات النقص في المستلزمات والمعدات في ترك المواطنين يواجهون الكارثة وحدهم وترك العاملين الصحيين دون معدات واقية، وأن هناك عددًا قليلًا من المستشفيات والعيادات خارج المدن الكبرى والمؤسسات الطبية القليلة المتاحة في هذه المناطق لا توفر أي خدمات على الإطلاق للمرضى فتلك المؤسسات الطبية منفصلة تمامًا عن كل ما يلزم لخدمة هؤلاء المرضى إلا أن بعضها انهار تمامًا فبعضها غير مجهز والآخر بدون طبيب‏ ومنها المغلقة تمامًا.

ومن المؤسف جدًا أن الحال لم يتغير كثيرًا وأن مسألة إتاحة الخدمات الصحية فى الريف وتوفيرها وفق معايير معتبرة للجودة مازالت تمثل التحدى الأكبر للتنمية الريفية وما هو متاح من الخدمات الطبية الريفية يقتصر على شبكة غير صالحة من وحدات الرعاية الأساسية تفتقر عمومًا لوجود الطبيب المؤهل، وما زال طبيب الريف المؤهل الذى يقرر أن يندمج في المجتمع الريفي متفهمًا لمشاكله وتحدياته غائبًأ، فإن دراسة التجارب السابقة فى الإصلاح الصحي والتي لم تكتمل لأسباب عديدة متعلقة بطبيعة النظام وأطر حوكمته وآليات المساءلة والمحاسبة وصنع السياسات التى تتغير دائمًا بتغيير القيادات.

وأن الارتقاء بخدمات الرعاية الصحية  فى الريف من شأنه أن يحرز خفضًا معتبرًا في معدلات العدوى ويقلل من عبء المرض في الريف، ولابد من التوسع فى إعداد متخصصين فى الرعاية الصحية الأولية ورسم خريطة لجذب الأطباء للعمل في الرعاية الصحية الأولية فى الريف تتضمن الخطة الأعداد المطلوب تخريجها سنويًا وتدعيم أقسام الصحة العامة وطب المجتمع بكليات الطب، وتطوير فرص ومجالات الدراسة وإعداد توصيف وظيفي لأطباء الرعاية الصحية داخل الوحدات الصحية الريفية لأن الوحدة الصحية هي مستقبل الرعاية الصحية في الريف لتأمين كل مواطن من مخاطر المرض وآثاره، وهذا قد يكون جوهر تلك التحديات الكبرى ويجب المبادرة بإعادة ترتيب أولويات مواجهتها، وذلك قد لا يتحقق إلا بوجود قيادة وإرادة سياسية واعية للقطاع الصحي تدرك مخاطر مرحلة التحول الوبائي خاصة في الريف المصري إلى جانب مخاطر التحول الديموقراطي.

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy