محمد سعد يكتب: تغير السياسات من جديد - التقارب نيوز
محمد سعد يكتب: تغير السياسات من جديد

في العالم كله لا توجد حكومة لا تمهد الرأي العام لقراراتها وتترك المواطنين حائرين بحثًا عن الحقائق غياب الحقيقة يترك آثارًا سلبية  فالحقيقة أقرب طريق للثقة والوضوح وأفضل وسائل الإقناع والمسافات اتسعت كثيرًا ما بين الحكومات والمواطنين وعانى الأداء الحكومي والتنموي لعقود من عدم وضوح الأولويات والأهداف التي يستند إليها عمل الحكومة لأن الشرح نفسه مرتبك في الأسلوب الذي تدار به السياسات العامة وفي تناسق وفاعية الهيكل الكلي للحكومة والمحليات ويعاني هذا الهيكل في الحكومة المركزية من تضخمه عبر وزارات عديدة وهذا عددًا ليس قليلًا بالمقارنة بدول أخرى تحقق فاعلية في السياسات والأداء الحكومي غير أن هناك وجود خلل في الوضوح والأولويات والأهداف الكلية والقطاعية للحكومة منذ بداية تشكيلها وترك الكثير منها لاجتهادات الوزراء وهناك مشكلات وصعوبات كبرى في توجيه الجهود نحو نتائج مطلوب تحقيقها ولا يكفي احتواء برنامج الحكومة على أهداف وأولويات وسياسات محددة لأن هيكل مجلس الوزراء وأدواره ومعايير تشكيله والمهام والأهداف والأولويات المسندة له ككل وللوزراء المختارين وكذلك الأسلوب الذي يعمل به المجلس والمجموعات الوزارية وآليات التنسيق والمتابعة والأجهزة الداعمة والملحقة بالمجلس ذلك كله  له تأثير بالغ على نجاح السياسات الاستراتيجية للتنمية من أجل تخطيطها وتكاملها وتنفيذها ومتابعتها والرقابة على أدائها ونتائجها لأن نجاح التكامل في السياسات والمسئوليات الوزارية هي ربطها بالأولويات التنموية فلم يخضع هيكل مجلس الوزراء عبر العقود الأربعة الأخيرة لأي محاولات جادة ونظامية لتطويره بهدف تحسين فاعلية أدائه فإن ذلك إذا انهار النظام سيكون لذلك عواقب وخيمة.

إن نجاح الحكومات يتطلب منح الوزراء الجدد الصلاحية اللازمة والسلطات الكاملة لأداء مهامهم مع نسف السياسة المنعزلة التى أصابت الحكومة وأنتجت قراراتها ارتباك شديد للغاية ونحن نحتاج  إلى سياسة حكومة وفق رؤية واضحة المعالم لأن هذا الوضع مؤسف جدًا وهو أن تتغير السياسة في أي وزارة بتغيير شخص الوزير ويأتي الوزير الجديد ليمحو تقريبًا كل ما بدأه سابقه الأمر الذى يتسبب في حدوث حالة من الارتباك داخل الوزارة نتيجة غياب الرؤية والإستراتيجيات عكس الحكومات الأخرى في كل دول العالم ويأتي الوزير الجديد لتنفيذ سياسة حكومته الموضوعة  للنهوض بالبلاد لأن المهمة الأساسية لأية حكومة هي أن تكون قيادتها سياسية بمعنى الكلمة وأن يكون رئيسها صاحب ولاية عامة وليست محدودة وأن تقوم تلك الحكومة بالرأي العام حول رؤية واضحة وليس من المستحيل إقامة حكومات قادرة على التعلم والتطور والتفكير وهو هدفًا رئيسيًا يتمثل في إحداث تغيير من داخل الحكومات فيجب على صناع السياسة التفكير في سياسات أكثر استجابة وفعالية بحيث تكون أكثر دراية بالتكنولوجيا والأنظمة المتطورة وتعتمد على جمع وتحليل البيانات وتكون أكثر ارتباطًا وتفاعلًا مع العالم.

إن مناسبة الحديث عن تغير السياسات يبدو أمر في غاية الأهمية ويبدو أمرًا جوهريًا في وجود عالم متغير وعالم متقدم بأساليب واضحة ومفهومة حتي تتواكب مع العصر الحديث الذي نعيش فيه فيجب أن تدرك الحكومة أنها تحتاج إلى مراجعة سياساتها في العديد من الوزارات الخدمية لأن تغيير الأوجه فقط ليس هو الحل دائمًا بمعنى وجود سياسة واضحة المعالم يتم تطبيقها في مدة زمنية محددة بكل وضوح فى ظل غياب التخطيط داخل الحكومة لأن فى كثير من القضايا والملفات لحسمها الحل لا يكمن فى التغييرات دون عمل دائم وملائم ومفهوم ومستمر ووضع برامج ورؤية واضحة لأجل المستقبل وفق سياسات عامة تعلنها على الرأي العام ويقرها البرلمان الموقر بحيث يأتي الوزير  ليطبقها وفق الأسلوب الأمثل في إطار من التكامل بين الوزارات الأخرى ليتم المحاسبة في النهاية على الإخفاقات قبل الإنجازات من ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان.

 

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy