د. هبة جمال الدين تكتب: الاتفاق الابراهيمي وماهية الابراهيمية والسياسات الوقائية اللازمة - التقارب نيوز
د. هبة جمال الدين تكتب: الاتفاق الابراهيمي وماهية الابراهيمية والسياسات الوقائية اللازمة

بقلم: د/ هبة جمال الدين، مدرس العلوم السياسية، معهد التخطيط القومي، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية

“كنت أود تسمية الاتفاق بدونالد ترامب و لكن لن يفهم احد ذلك فسميته بالإبراهيمي”

 

هكذا حير العرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجعل البعض يأخذ  الابراهيمي بالمعني الظاهري واعتباره  صدفة، وأنه لفظ ليجمع اليهود، وأننا جميعا أبناء ابراهيم، وان إبراهيم نبي الله أبو الانبياء كان مسلما حنيفا فلا يوجد سبب للخوف من التسمية.

هنا سأوجه تساؤل مهم للقارئ الكريم

لماذا لم يسمى الاتفاق باسم المدينة التي عقد بها الاتفاق ككامب ديفيد، وجينيف، وهلسنكي وغيره من الاتفاقات الدولية المعتادة التي توضح انعكاس مهما لوساطة وريادة، لدور الدولة التي تقع في أراضيها المدينة التي يقترن اسمها بالاتفاق السياسي؟

السؤال بكل سهولة أن الأمر ليس صدفة، فالولايات المتحدة الامريكية دولة مؤسسات وترامب ليس بالمجنون أو المعتوه أو رجل الصدف، فكل شيء مخطط له، ومعد قبل تولى ترامب من تسعينات القرن الماضي.

هنا قد يعتقد القارئ أنني أقول خرافات كيف من تسعينات القرن الماضي؟ والاتفاق في عام 2020؟

نعم من تسعينات القرن الماضي كدولة مؤسسات الامر يتطلب بحث وتمحيص، فالمصطلح لم يخلق من أجل الدين والتسامح وأنما خلق ليسيس بالأساس.

وما سأكتبه اليوم هو نتاج عمل بحثي أستمر قرابة الأربع سنوات، أنتجت خلاله كتابين تحت مسمى الدبلوماسية الروحية والمشترك الإبراهيمي، وكنت أول من طرق الباب لدراسة الابعاد السياسية للمشترك الإبراهيمي، أو الديانات الإبراهيمية أو الدين الإبراهيمي. ليس تباهيا ولكن للتنويه بالموضوع البحثي الجديد الذي يحتاج لباحثين لاستكمال القضية البحثية المهمة، التي من المفروض أنها ستكون محل الاهتمام الفترة القادمة. في ظل موجة من تطبيع العلاقات الرسمية، التي لن تقف فقط عند دولة الإمارات، ولكن ستمتد لأغلب الدول العربية، وفي ظل مشروعات معلنة وأخرى سيتم الاعلان عنها ترفع مسمى الإبراهيمية “كمبادرة مسار إبراهيم”، والولايات المتحدة الإبراهيمية”، كما أعلن عن بيت العائلة الإبراهيمي  وغيره من المشروعات.

سأعود لأستكمل تاريخ مفهوم الابراهيمية، التي جاء سنها بيد عربية مصرية، وضعها الإرهابي المصري سيد نصير عام 1991 لتكون مخرجا له من محبسه المستمر حتى الأن بالسجون الأمريكية. فبعد اتهامه بقتل للإرهابي المتطرف الحاخام مئير كاهانا الاسرائيلي بداخل الولايات المتحدة ، برأه القضاء الأمريكي بحجة أن فارغ الرصاص لا يثبت أنه القاتل، ولكن اللوبي الصهيوني تدخل ليستمر في محبسه إلى الأن.

 ورغبة منه في الخروج سلم هيلاري كلينتون مشروعا اسمه الاتحاد الإبراهيمي الفيدرالي، كحل يخدم الأمن القومي الأمريكي، يقدم حلا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي؛ عبر إقامة دولة ابراهيمية، تتلاشي خلالها الحدود ويعيش الفلسطينيين مع الاسرائيليين بجواز ابراهيمي.

ولكنه لم يتلقى أية ردود من جانبها، فأصر على رسالته ومع تغير الإدارات الأمريكية كان يعاود الإرسال، حتى رد عليه نائب الرئيس الأمريكي ديكي تشيني بأن رسالته قد وصلت.

وبالفعل رسالته وصلت وأخذت الإدارة الأمريكية الفكرة وبرنامج ابحاث دراسات الحرب والسلام، وبدأوا في اختبار المفهوم عام 2000 فقامت جامعة هارفارد بإرسال فريق من الباحثين، لمنطقة الشرق الأوسط ضمن الدول العربية، كافة وتركيا وإيران وبالطبع إسرائيل، وبدأوا باختبار وضع نبي الله ابراهيم ، هل يمكن أن يكون الجذر الشائع الذي تتجمع حوله الخلافات، ويحل خلاله الصراع العربي الإسرائيلي. وبالفعل سرعان ما توصلوا أن الشارع العربي مسلم ومسيحي ويهودي يحمل مكانة كبيرة لنبي الله إبراهيم.

فبدأت الفكرة تسيس وجاءت جامعة هارفارد عام 2004 بفكرة لإقامة مسار سياحي للسياحة الدينية يحمل اسم مسار إبراهيم ، هذا المسار يقدم رؤية لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يقوم على إهمال الأسباب الهيكلية للصراع أي الاسباب التاريخية التي تتعلق بالأرض والتاريخ وخلافه، والحديث عن الأسباب البنيوية للصراع التي تدور حول الهوية من نحن، كيف نعرف فنحن أسرة واحدة ، وأبناء عمومة ومن ثم لا مجال للصراع والتنازع. ومن ثم مع الأسرة الواحدة يكون الاحترام هو اساس التعامل وأن سبب الصراع الأزلي هو شعور السيدة سارة والسيدة هاجر بعدم الاحترام المتبادل وان تم الاحترام بين الاسرة الواحدة سيعم السلام.

هنا قد يجد القارئ أن الحديث جيد فالأسرة الواحدة مفهوم محبب وقريب إلى النفس ولكن قبل الحكم انتظر من فضلك لتعلم البقية.

فقد تم استخدام الابراهيمية وفقا لجامعة هارفارد، لتكون مدخلا لقبول التطبيع الذي فشلت فيه اسرائيل منذ اعلان وجودها عام 1948.

قد ترى ان الأمر مازال مقبولا

ولكن هل تعلم أن بوثيقة جامعة هارفارد تقول أن “لابد من طرح تساؤل هام حول مليكة ارض المسار فهى لا تخص الشعوب التي تقييم على أرض المسار وأنما تخص أصحاب الفكرة أو اسرائيل أو أمريكا وان ملكية أرض المسار ستحدد لاحقا”

وهل الأمر وقف عن هذا التساؤل لا.

  • في عام 2013 أعلن جون كيري عن الأرض الابراهيمية المشتركة للأديا،ن فهل هي أرض مسار إبراهيم خاصة اذا نظرت لخريطة المسار المعلن من مؤسسة مسار إبراهيم، التي تتبع جامعة هارفارد ستجدها هي “خريطة أرض اسرائيل الكبرى”

  • وبتقرير بروكنجز الدوحة بعنوان الدبلوماسية والدين نجد أن باراك اوباما تحدث عن الدين الإبراهيمي العالمي فهل نحن أمام مدخل للعبور من المشترك بين الديانات الإبراهيمية للوصول للدين الإبراهيمي العالمي.

  • ولن نذهب بعيدا فكانت بداية التطبيق العلني للحوار الابراهيمي الشعائري هى صلاة الكورونا في 14 مايو 2020 يوم اعلان استقلال اسرائيل كما تدعي الافعى الصهيونية، وانتهت بدعاء ينتهي ب: “وبما انك على كل شئ قدير” فنحن كمسلمين لا ندعو بتلك الكيفية فهل هذا تجرأ على الله لنشكك في قدرته استغفر الله العظيم أم أن ذلك هو فعل اليهود.

هنا قد يتسأل البعض ما هية الابراهيمية بالاساس:

هى تتحدث عن المشترك الروحي بين الأديان السماوية للحديث عن القيم الروحية المشتركة كالحب والسعادة والخير والاخاء، وتنحية المختلف عليه للحديث عن المشترك بين الأديان.

هنا قد يتسأل البعض ما هو المشترك بين الأديان التي تنفي بعضها البعض، والمشترك فقط هو اليهودية؟ ولن أجيب فالإجابة عند القارئ.

وتعتبر الإبراهيمية مدخلا للدبلوماسية الروحية، التي تقوم على الجمع بين رجال الدين والدبلوماسيين والساسة للتفاوض من الكتب المقدسة، والوصول إلى المشترك الديني لوضعه على الخريطة السياسية لإعطاء الحق للشعوب الأصلية.

هنا من هم الشعوب الأصلية:

  • هل تعلم أيها القارئ أن الأمم المتحدة قد وضعت اتفاقية عام 1990 تحمل اسم الشعوب الأصلية وتعطيهم حق العودة لبلادهم التي خرجوا منها والحصول على تعويضات مالية باسعار اليوم عن ممتلكاتهم التي تركوهها

  • هل يذكرك ذلك بدعاوي مرفوعة على مصر والسعودية من اسرائيل للحصول على تعويضات مالية بسبب الادعاء بالتهجير

  • ويتقاطع اثبات الشعوب الاصلية بأبحاث الجينات وبتوثيق التراث والوثائق التاريخية خاصة المقدسة فعل سمعت عن مشروعات توثيق التراث اليهودي بالدول العربية، ففي مصر على سبيل المثال تعاونت جمعية قطرة اللبن الابيض بباحث بجامعة بار ايلان يسمى عامير ميتال للحديث عن مستقبل التراث اليهودي بمصر

قد يجد القارئ صعوبة في الوصول لهذا المخطط او إدراكه. ولكنني ساتجه للحديث عن مخطط آخر يسمى بالولايات المتحدة الإبراهيمية الذي قامت بوضعه جامعة فلوريدا بالتعاون مع جامعة هارفارد الامريكيتين

ولكن قبل حديثي عن المخطط قد يتسأل البعض لماذا اختيار هارفارد ثم فلوريدا فبوثيقة جامعة هارفارد عام 2004 عن مسار ابراهيم تم الحديث أن منطقة الشرق الأوسط هى منطقة صراعات ومؤامرات ويؤمنون بالفكر التأمري وخير مدخل هو وجود مظلة لها حيثية ووضع علمي مقبول ليقبل بها اهل المنطقة لذا تم اختيار جامعة هارفارد للعب الدور.

هنا سأعود للمخطط ، المخطط يقول بإقامة اتحاد فيدرالي يجمع الدول العربية، وايران واسرائيل وتركيا كولايات يكون التحكم المركزي في الموارد، لدي السلطة الفيدرالية التي تضم اسرائيل في المرتبة الاولي وتركيا في المرتبة الثانية ليتم التحكم المركزي في المورد. ويقوم الاتحاد كما نعلم عن الاتحاد الفيدرالي بإزالة الحدود ومن ثم فلا مجال للخلاف حول وضع الفلسطينيين فمن حقهم حرية الحركة بالجواز الابراهيمي.

ولماذا التحكم مركزي في الموارد ولماذا هاتين الدولتين ، التحكم المركزي نتيجة تغير المناخ وندرة الموارد، وفي ظل ضعف حوكمة الموارد بالدولة التي رزقها الله بالموارد . هناك ضرورة انسانية للتخطيط لاستخدامها وأن ملكيتها لم تعد بالدول التي وجدت بأرضها الموارد. فالانسانية والأخوة الأنسانية مشتركة بين الجميع. فتكون الشرعية لمن يتمتلك التكنولوجيا الحديثة تكنولوجيا ترشيد المورد. وتبارك الأمم المتحدة ذلك ففي عام 2018 تحدث انتونيو جوتيرش بمجلس الأمن ، عن تقاسم الموارد الطبيعية بسبب فشل المؤسسات بالدول التي تمتلك الموارد في ظل تغير المناخ.

ويطرح بالمنطقة الحديث عن ثلاثة موارد رئيسة: المياه، البترول، الغاز

وما هي مبررات قبول المخطط:

  • المشترك الابراهيمي والاخوة الانسانية والابراهيمية: فالعائلة الواحدة لا خلاف ان تقبل بتقاسم المورد

  • فشل الدول القومية في ادارة ملفات التعليم والصحة والرفاهة

  • نهاية الدول القومية ومطالبة كل قرية بالانفصال وفقا لتقرير راند انه سيحدث مع عام 2027 عبر الحشد السلمى الاجتماعي

  • الارهاب الذي يؤكد ان انصار الدين الواحد اشد أحترابا عن اتباع الاديان المختلفة

  • الصراع السني الشيعي الذي سيدفع دول الخليج، بسبب شيطنة إيران لتمويل مشروعات الربط مع اسرائيل. مع العلم ان إيران مدرجة بسبب امتلاكها للبترول، اولا ثانيا لموافقة دول الخليج على الانضمام وتمويل مشروعات الربط لأن ايران التي ستدخل ، هى دولة مسالمة غير النظام الحالي الذي اما سيتم اسقاطه أو انه سيجبر على اقامة مراجعات فكرية

فهل ما حدث في لبنان قبيل الاتفاق الابراهيمي يمكن وصفه بأنه طرح لفشل الدول القومية أو نهايتها في ظل مطالبات البعض بعودة الاستعمار الفرنسي، وهل هو كان مدخلا جيدا لبداية التصعيد الكبير ضد ايران. وهل يمكن تفسير وجود تركيا في المنقطة وصراعها على الغاز من هذا المنطلق، وهل يمكن ربط ذلك بما يحدث في سد النهضة والوثائق الاسرائيلية التي تتحدث عن توصيل المياه لإسرائيل وحديث بعض النخب المطبعة بجدوي الحل للحفاظ على حصة مصر في مياه النيل

هنا قد يرى البعض ان الأمر جيد خاصة أنه في صالح تركيا الدول التي تحاول وصم نفسها بالإسلامية وريثة العثمانية، الأمر خلاف ذلك فلن تستمر تركيا بعض تحقق المخطط سرعان ما سيتحقق مخطط الشعوب الأصلية لتتحقق أرض اسرائيل الكبرى، ويتم الاستفادة من مخططات عودة اليهود للدول العربية وتوثيق التراث اليهودي.

قد يرى البعض أن ما اطرحه هو فكر تأمري بحت، ولكن لن أفند قوله لأن ما أقدمه حدث ويحدث ونحن نري بأعيننا ولا شئ من قبيل الصدفة خاصة أن كل ما قولته يمكن للقارئ بعملية بحث بسيطة باسم المشروعات المطروحة باللغة الانجليزية. وهل سالت نفسك لماذا عام 2018 قام النظام العلماني باسرائيل برفض علمانيته ونعت الدولة بالدينية اليهودية في قانون القومية ، الأمر الذي كان صراعا ممتدا. وهل سألت نفسك لماذا القدس عاصمة لإسرائيل وفقا لقانون القومية وبعدها بأشهر قليلة نقل السفارة الامريكية للقدس فالقدس هو عاصمة اسرائيل الابدية، كما تدعي اسرائيل عاصمة السلام والتسامح كما تدعي. وارجو الاطلاع على ميثاق حزب bible bloc المشهر عام 2018 باسرائيل الذي يدعو ميثاقه لهدم الكعبة فدولة التسامح توافق بحزب متطرف ينادي بهدم الكعبة.

لا أقصد من المقال انتقاص سيادة أية دولة دون الأخرى، أو منع احدها من التطبيع، فأنا باحثة أقوم بدوري ومهمتي البحثية لرفع الوعي بما يدور من مخططات بمراكز الفكر الغربية ، وفقط ساطرح بعض المحددات المهمة طالما ما يحدث سيصبح أمرا واقعا:

  • رفض مسمى الابراهيمية وتسمية الاتفاق بأي مسمى آخر كالمعهود في الأعراف الدولية

  • رهن مشروعات التعاون الاقتصادي التي ستوقع علنا مع الحكومة الاسرائيلية بترسيم حدودها، كي لا تستغل تلك المشروعات في مشروعات مستقبلية تهدد الأمن القومي العربي. ولا يوجد ما يمنع بين تطبيع العلاقات سياسيا ورفض اقامة تعاون اقتصادي إلا بترسيم الحدود السياسية.

  • الاتفاق الابراهيمي خطورته في تبعاته التي لا تستهدف الفلسطينيين مباشرة ولكن المنطقة ككل

  • إنشاء لجان وطنية تنظر في ماهية منتجات مشروعات توثيق التراث اليهودي للموافقة عليه

  • رفض مطالبات عودة اليهود للدول العربية فالأمر منفصل بين اقامة علاقات رسمية والموافقة بعودة اليهود

  • اصرار الامارات وما يتبعها من دول على عدم نقل السفارة إلى القدس

  • رفض إقامة اية مشروعات للتعاون الجيني ورفض، ووقف اية مشروعات عن الجينوم العربي كمشروع الجينوم المصري الذي اعلنت عنه اكاديمية البحث العلمي الشهر الماضي

  • اقامة مراكز ابحاث سياسية تعمل فقط على دراسة الابعاد السياسية للمشترك الابراهيمي

لا اقصد من المقال رفض التطبيع أو تقنينه ولكنني كمواطنة مصرية عروبية ، أعلم ان الأفعى متحولة ومتلونة ترغب في ابتلاع المنطقة ككل، بأدوات مختلفة قد نعلم بعضها وقد لا نتصور أغلبها. وما أقدمه للتنوير ورفع الوعي والتأهب والاستعداد.


3 ردود

  • يقول سامي يوسف:

    مشكور جهد حضرتك دكتوره بحث مهم جدا يجب تعميمه على كل النخبة والعامة
    تقبلي منا جزيل التحايا والتقدير

  • يقول عمر سمحة:

    هذا جهد رائع وعظيم، ينبغي تعميمه على الجمهور والنخب المؤثرة في الرأي العام، تمهيدا للتصدي لأي تهافت أو هرولة رسمية تحت عناوين مغرية.

  • يقول آمال يوسف:

    كيف تكونين عروبية ولا ترفضين التطبيع؟!!

  • اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    بحث




    الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

    سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


    © 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy