إن تطوير الجامعة العربية أصبح أمرًا مهمًا للغاية باعتبارها الكيان المعبر عن وجود نظام إقليمي عربي وهى المؤسسة المرجعية والممثلة لأمتنا العربية فإن ضعف الجامعة العربية وفشلها في الإرادة السياسية للدول العربية في وجود مصالح مشتركة بين بعض الدول الأعضاء والولايات وعدم وجود ما يلزم الأعضاء على الالتزام بالقرارات نتيجة سوء التخطيط وسوء الإدارة وضعف التمويل، فلا مواقف واضحة ولا مبادرات من شأنها حل الأزمة فجاء أداءًا ضعيفًا هزيلًا لا أثر له، وهذا كله غاب عن إدراك دول الحصار والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي المنوط بهم إرساء العمل المشترك والتعاون والحفاظ على استقلال الدول الأعضاء وتحقيق الأمن القومي العربي فيجب أن يكون لها دور فعال وإيجابي فى حل القضايا التى تواجه الدول العربية وتسهم فى إنشاء بيئة مستقرة مثلما تفعل المنظمات الإقليمية الأخرى.

إن الحديث عن مستقبل الجامعة العربية يجب أن يأخذ عدة عناصر مهمة جدًا من بينها كيفية رؤية الدول العربية لترتيبات الأمن الإقليمي ودراسة فكرة إحياء النظام العربي من خلال مجموعة من القوميين  بحيث يتم فك إقليمية النظام العربي عن قوميته لمحاولة أوجه الخلل الداخلي ودراسة مواقف الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة ودول الجوار العربي والعودة لدراسة مشروعات تطوير الجامعة العربية لأنها بحاجة إلى مشروع ثقافي يعمل على إحياء العروبة السياسية كضرورة واقعية أمام تنامي الإسلام السياسي والمشروعات الإقليمية وهذا يعتمد على الاعتبارات الموضوعية وعلى مدركات النخب السياسية ومخرجات التحولات الإقليمية الراهنة، فلا شك أن المستقبل السياسي العربى أمام تحديات وجودية ومحاولات الغير لتغيير هوية الشرق الأوسط ذلك كله يحتاج التحرك بكل جدية لإصدار ما يمكن إقراره من اتفاقات أو على الأقل البدء باتخاذ إجراءات لبناء ثقة في المسارات التي لم تكتمل.

إن إصلاح الجامعة العربية لا يمكن أن يستند إلى توصيفات قديمة كتعديل الميثاق أو تغيير آلية اتخاذ القرارات أو تعديل الهياكل المؤسسية والإدارية للجامعة وإنما يجب أن يستند إلى مبادرات جديدة وعملية تراعي المتغيرات الإقليمية في وجود الخلافات العربية وتباينات المصالح وتناقضاتها بين الأعضاء فبقاء الجامعة واستمرار دورات انعقادها رغم ضعف أدائها السياسي فإن الجامعة مؤسسة قابلة للاستمرار لكنها بحاجة إلى تعزيز أطر عمل مشتركة واعتماد مبادرات جديدة وتدريجية تتواكب مع المتغيرات الدولية والإقليمية فإن العلاقات العربية الراهنة في حاجة لإصلاح حقيقي لأهداف مستقبلية.