مسجد الجمعة أو "المسجد الجامع" أو "مسجد الخان" فى يفباتوريا بجزيرة القرم - التقارب نيوز
مسجد الجمعة أو “المسجد الجامع” أو “مسجد الخان” فى يفباتوريا بجزيرة القرم
أحمد فايز - موسكو

مسجد الجمعة أو “المسجد الجامع” أو “مسجد الخان”، يقع في قلب مدينة يفباتوريا، ليس ببعيد عن شاطئ البحر الأسود فى جزيرة القرم، ويعتبر أهم الآثار المعمارية الإسلامية الباقية من عصر النهضة في القرم، وهو أضخم مساجد القرم حيث تبلغ مساحته 518 متر مربع، بناه المعماري “سنان باشا” على غرار مسجد “أيا صوفيا” في اسطنبول فى القرن السادس عشر، أهمل المسجد من قبل السلطات الشيوعية بين عامي 1944-1962م، وحول عام 1985م إلى متحفا تحت اسم “متحف تاريخ الأديان والإلحاد”،وقد استعاد المسلمون المسجد عام 1991م.

لمسجد يفباتوريا مكانه خاصة في نفوس تتار القرم المسلمين، إذ يعتبرونه رمزا “لحقبة النهضة الإسلامية” في القرم الذي كان ولاية تتبع لدولة الخلافة العثمانية، وكان مركزا لإدارة شؤون الإقليم، وكان مركزا لإعلان فرمانات السلطان العثماني، وفي مكتبته التي نهبت كانت تحفظ تلك الفرمانات والوثائق التي كان يرسلها السلطان للخانات (الأمراء) الذين حكموا القرم مدة ثلاثة قرون.

مالا يعرفه الكثيرون، أن الجيش المصرى خاض حربا ضروسا على أرض القرم سالت فيها دماء الجنود المصريين (حرب القرم 1853-1856)، والتى بدأت بدعوى الخلاف على الأماكن المقدسة، ودارت في شبه جزيرة صغيرة (جزيرة القرم تقع على مسافة كبيرة من مكان الخلاف)، ولكنها حققت  مكاسب لدول وأنظمة تتوزع بين ثلاث قارات.

تحالفت الامبراطورية العثمانية وإنجلترا وفرنسا وجزيرة سردينيا الإيطالية وتتار القرم ضد الامبراطورية الروسية، وحين نشبت الحرب طلب السلطان العثمانى “عبدالمجيد” من خديوى مصر “عباس الأول” المساعدة فى الحرب، فأرسل الخديوى حملة عسكرية بقيادة الجنرال “سليم فتحى باشا” على رأس قوة من الجيش المصرى، كان للقوات المصرية دور مهم فى السيطرة على مدينة ايفباتوريا الروسية، وتعود اهمية هذه المعركة بالنظر الى الموقع الإستراتيجى للمدينة الذى شكل تهديدًا لخطوط الامدادات الروسية.

تحرك صوبها اللواءان الأول والثالث ومعهما قائد الحملة البرية الاميرالاى “سليم فتحى” الذى استشهد فى هذه المعركة، ودفن بجوار مسجدها الكبير خان جامعى ومعه الاميرالاى “رستم بك” و الاميرالاى “على بك” من قادة الحملة المصرية، لم تدخر مصر دماء أبنائها ولا أموالها لنجدة الأتراك حين استغاثوا بها، فهكذا شهامة الشعب المصري.

وفي سنة 1856 عقد صلح بين الدولة العثمانية والروسية، ووضعت الحرب أوزارها وبعث السلطان عبد المجيد إلى والي مصر سعيد باشا فرمانا بالتركية يشكره على ماقدمه للدولة من المساعدة في هذه الحرب ويثني على بسالة الجنود المصريين فيها، ويعلمه بعقد الصلح بينه وبين روسيا، ومنح السلطان عددا من الجنود المصريين أوسمة على أعمالهم المجيدة.

كانت في مشاركة مصر في تلك الحرب عدة فوائد لعباس، أولًا: كانت حالة الحرب ذريعة ممتازة لزيادته تسليح وتعداد الجيش المصري، وإكمال بعض الإصلاحات الحربية التي بدأها إبراهيم باشا.

ثانيًا: فإن مده يد العون للباب العالي كان بمثابة رسالة لهذا الأخير أن عليه الحفاظ على هذا الحليف القوي على عرش مصر.

 

 


0 ردود

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

بحث




الحصول على آخر الأخبار تسليمها يوميا!

سنرسل إليك الأخبار العاجلة في صندوق البريد الوارد


© 2018 altaqarub, Inc. Privacy policy